قياس إبليس تفضيله على آدم وبيان بطلانه
وقوله -عز وجل-: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12]، أي: منعني من السجود أني أفضل من آدم لأني مخلوق من نار، وآدم مخلوق من طين، والنار خير من الطين.
قال ابن جرير رحمه الله: جهل عدوُّ الله وجه الحق، وأخطأ سبيل الصواب. إذ كان معلومًا أن من جوهر النار الخفة والطيش والاضطراب والارتفاع علوًّا، والذي في جوهرها من ذلك هو الذي حملَ الخبيث بعد الشقاء الذي سبق له من الله في الكتاب السابق، على الاستكبار عن السجود لآدم، والاستخفاف بأمر ربه، فأورثه العطبَ والهلاكَ. وكان معلومًا أن من جوهر الطين الرزانة والأناة والحلم والحياء والتثبُّت، وذلك الذي هو في جوهره من ذلك، كان الداعي لآدم بعد السعادة التي كانت سبقت له من ربه في الكتاب السابق، إلى التوبة من خطيئته، ومسألته ربَّه العفوَ عنه والمغفرة ا ه.
وعلى فرض أن النار خير من الطين فلا يتحتم أن يكون المخلوق من الأفضل أفضلَ؛ فإن الفرع قد يختص بما لا يكون في أصله، فالتِّبرُ من التراب، ومن قصر به عمله لم يبلغ به نسبه.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص151-152
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق