بلاغة الجملة الاعتراضية: {لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}
وقوله -تبارك وتعالى-: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الأعراف: 42]، بيانٌ لما أعدَّه الله -عز وجل- لأوليائه من النعيم المقيم بعد بيان ما توعد به أعداءه من عذاب الجحيم، وقوله -عز وجل-: {لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}، جملة اعتراضية بين المبتدأ وهو قوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}، وبين الخبر وهو قوله: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
ومن بلاغة هذه الجملة الاعتراضية: لفت الانتباه إلى منَّة الله العظيمة على المؤمنين الذين عملوا الصالحات بأن هذه الأعمال الصالحة لم يكن في التكليف بها حرجٌ عليهم بل هي في وسعهم ولم تخرج عن قدرتهم وطاقتهم كما قال -عز وجل- في خواتيم المسك من سورة البقرة: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، وكما قال في سورة الطلاق: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق: 7]، وكما قال -عز وجل- في سورة الحج: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78].
كما أن من فوائده هذه الجملة الاعتراضية أيضاً: تنبيه الكافرين بأن الجنة مع عظم قدرها يتوصل إليها بالعمل السهل اليسير الذي لا حرج فيه لعلهم يذكرون ويتوبون.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص180-181
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق