قوله: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ...} ليس معناه أنهم لم يجيبوا إلا بهذه المقالة الباطلة
وقوله -تبارك وتعالى-: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} [الأعراف: 82-84]، بيانٌ لجواب قوم لوط -عليه السلام- وأنهم لم يقابلوا دعوته -عليه السلام- التي دعاهم فيها لسعادتهم ونجاتهم وما نصحهم به بجواب من الأجوبة إلا قول بعضهم لبعض: أخرجوا لوطاً ومن معه من أهله المؤمنين، أي: إلا هذا الكلام الذي يستحيل في نظر ذوي الفطر المستقيمة أن يكون جواباً لكلام لوط -عليه السلام- وردًّا على ما وجَّهه لهم من النصح والإرشاد وسعادة الدارين، وليس المراد أنه لم يصدر عنهم جوابٌ عن مقالات لوط -عليه السلام- ومواعظه إلا هذه المقابلة الباطلة كما المتسارع إلى الأفهام، بل المراد أنه لم يصدر عنهم في المرة الأخيرة من مرات المحاورات الجارية بينهم وبين لوط -عليه السلام- إلا هذه الكلمة الشنيعة، وإلا فقد صدر عنهم قبل ذلك كثير من الترهات حسبما حكي عنهم في سائر السور المكية. وهذا الوجه في نظائره الواردة بطريق القصر كما قال أبو السعود العمادي في تفسيره.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص222-223
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق