من وقع في المعاصي وتاب وانقاد لله؛ فإن الله يعفو عنه ويغفر له

2020-09-23
من وقع في المعاصي وتاب وانقاد لله؛ فإن الله يعفو عنه ويغفر له
اللطيفة المائة وسبعة عشر من تفسير سورة الأعراف من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول أن من وقع في المعاصي وتاب وانقاد لله؛ فإن الله يعفو عنه ويغفر له.

وقوله -تبارك وتعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأعراف: 152-153].

وعيد لعبدة العجل ولكل مفترٍ على الله، ووعد لكل من وقع في المعاصي ثم أقلع عنها وتاب إلى ربه وانقاد لشرعه ظاهراً وباطناً، أي: إن الذين عبدوا العجل واتخذوه إلهاً من دون الله وأصروا على ذلك وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم سيحل بهم سخط من ربهم ويصيبهم الذل والهوان في الحياة الدنيا، ولعذاب الآخرة أشد وأشق، وهذا جزاء كل مفتري على الله ويتخذ إلهاً غيره، ويصر على ضلالته.

وأما من وقع في المعاصي واجترح السيئات سواء كانت شركاً أو ما دونه من الكبائر لكنه أقلع عنها وتاب منها وانقاد لشرع الله ظاهراً وباطناً فإن الله -عز وجل- يعفو عنه ويغفر له ويتوب عليه لأنه هو الغفور الرحيم، كما قال -عز وجل-: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [الزمر: 53-54].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص289-290

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق