المراد من الزوجين المشركين في قوله: {دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا ..} من أشرك بالله من الأزواج والزوجات من ذرية آدم
وقوله: {دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف: 189-190]، أي: سأل الزوجان ربهما وتضرعا إليه أن يرزقهما ولداً صالحاً ليشكراه -تبارك وتعالى-، فلما تفضل الله عليهما بالولد الصالح لم يقوما بشكر نعمة الله بل جعلا لله شركاء وعَبَدَا غيره، فتنزه الله تعالى وتقدس عن أن يكون له شريك.
والمقصود من الزوجين المشركين هنا من أشرك بالله من الأزواج والزوجات من ذرية آدم، وقد تم الكلام على آدم وحواء عند قوله -عز وجل-: {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189]، مع الإشارة فيه إلى نعمة الله التي أنعم بها على آدم وذريته، أما قوله: {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا} [الأعراف: 189]، إلى قوله: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف: 190]، هو انتقال بعد ذكر آدم وزوجته واستطراد إلى ذكر الجنس والذرية، وهو أسلوب بلاغي قد ورد كثيراً في القرآن الكريم حيث يذكر الشيء ثم يستطرد إلى ذكر جنسه كما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} [المؤمنون: 12-13]، فالمعلوم أن رجوم الشياطين ليست هي أعيان مصابيح السماء ولكنه استطراد من شخصها إلى جنسها.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص341-342
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق