المؤمن سريع الانتباه من غفلته والرجوع إلى ربه

2020-09-23
المؤمن سريع الانتباه من غفلته والرجوع إلى ربه
اللطيفة المائة وخمسة وخمسون من تفسير سورة الأعراف من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول أن المؤمن سريع الانتباه من غفلته والرجوع إلى ربه.

وقوله -تبارك وتعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201]، أي: إن المؤمنين الذين عرفوا ربهم واتقوه إذا أصابهم نزغ من الشيطان تذكروا وعد الله ووعيده، فإذا هم مبصرون هدى الله؛ فمنتهون عما دعاهم إليه الشيطان وما أغراهم به، وراجعون إلى ربهم، وتائبون من ذنبهم.

وقد فتح الله باب التوبة ورغبهم فيها وبشرهم بأنه يحب التوابين كما قال -عز وجل-: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]، والمؤمن يعلم أن الشيطان لا يوسوس إلا بالشر، ولا ينزغ إلا بما يضر، فإذا صادف الشيطان منه غرة وغفلة اهتبلها، غير أن المؤمن سرعان ما ينتبه من غفلته ويرجع إلى ربه ويقلع عن ذنبه.

قال الترمذي في جامعه: حدثنا هناد قال: حدثنا أبو الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن مرة الهمداني، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، ثم قرأ: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالفَحْشَاءِ}، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب وهو حديث أبي الأحوص لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث أبي الأحوص. ا ه

وقد روى مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة).

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص351-352

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق