الفرار يوم الزحف من الكبائر
وقوله -تبارك وتعالى-: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 16]، وعيد شديد لمن يفر من الزحف بأنه قد عرَّض نفسه لغضب الله وسخطه وصيرورته إلى جهنم إلا أن يكون فراره لسبب من سببين أحدهما: أن يكون فراره مكيدة يكيد بها عدوه ليريه أن قد خاف منه فيتبعه عدوه يحسب أنه هاربٌ منه فَيَكِرُّ عليه ويقتله، فَقَصْدُهُ من فراره طَلَبُ الغِرَّةِ ثم الكّرَّة، والسبب الثاني: أن يكون فراره من عدوه لينضم إلى جماعة من المؤمنين ليستعين بهم أو يعينهم على قتال عدوهم.
وهذا الوعيد الذي ذكره الله -عز وجل- في هذا المقام يؤكد أن الفرار يوم الزحف من الكبائر، وقد عدَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من السبع الموبقات، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما واللفظ للبخاري من طريق ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اجتنبوا السبع الموبقات)، قالوا: يا رسول الله وما هُنَّ؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات).
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص387
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق