أخوة الدين أظهر وأشد من أخوة النسب
وقد وصف الله تبارك وتعالى المهاجرين والأنصار حيث قال: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 8-9]، وقد صار المهاجرون والأنصار أخوة أظهر وأشد من أخوة النسب، وقد أرشدهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتآخوا: اثنين، اثنين، فيتآخى رجل من المهاجرين مع رجل من الأنصار، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو الذي يؤاخي بينهم، فآخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أبي عبيدة بن الجراح وأبي طلحة -رضي الله عنهما- كما رواه مسلم.
وكان المتآخيان يتوارثان بهذه الأخوة حتى نزل قوله تعالى بعد غزوة بدر: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأنفال: 75]، يعني في الميراث، وقد روى البخاري من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجريّ الأنصاري دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينهم، فلما نزلت: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ}، نسخت... الحديث.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص41-42
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق