ليس المراد بقوله: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ}، خصوصية ما يطلقه علماء الفرائض على القرابة
{وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الأنفال: 75]. والمراد بأولى الأرحام هنا ذوو القربى من أصحاب الفرائض والعصبات. قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: وليس المراد بقوله: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ}، خصوصية ما يطلقه علماء الفرائض على القرابة، الذين لا فرض لهم ولا هم عصبة، بل يدلون بوارث، كالخالة، والخال، والعمة، وأولاد البنات، وأولاد الأخوات، ونحوهم، كما قد يزعمه بعضهم ويحتج بالآية، ويعتقد ذلك صريحا في المسألة ا ه.
ولا شك أن العرب استعملوا كلمة الرحم في العصبات كذلك، ومنه قول قتيلة بنت النضر بن الحارث ترثي أباها حين قتله النبي -صلى الله عليه وسلم- صبراً بعد أسره في بدر:
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه ..... لله أرحام هناك تشقق
فقد أطلقت اسم الأرحام على أبناء الأب. وقال القرطبي في تفسير هذه الآية: ومما يبين أن المراد بالرحم العصبات قول العرب: وصلتك رحم. لا يريدون قرابة الأم. ثم استشهد القرطبي ببيت قُتَيلة المذكور. وقد قسم الله المواريث.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص43
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق