المنافقون مطايا اليهود في كل زمان
والمراد بقوله عز وجل: {وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ} [التوبة: 13]، أي: عزموا على إبعاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المدينة النبوية وهم اليهود ومن صاروا مطايا لهم من المنافقين، فاليهود قد غدروا ونقضوا الميثاق الذي عاهدوا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبذلوا كل جهد يستطيعونه لإخراج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المدينة واتخذوا المنافقين مطايا لهم لتنفيذ هذا الغرض الخبيث.
وقد سجل الله تبارك وتعالى على المنافقين هذه المحاولة الخبيثة حيث يقول في كتابه الكريم في سورة (المنافقون): {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}. ولذلك قال عز وجل في هذه السورة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة: 73].
أما حمل قوله عز وجل: {وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ} [التوبة: 13]، على قريش وأهل مكة فيبعد لأنهم قد أخرجوه بالفعل ثم فتحت مكة وأسلم أهلها له رب العالمين فعلام يقاتلون وهم مسلمون؟
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص63
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق