المؤمن بين الخوف والرجاء في أعماله
فمعنى: {فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة: 18]، قال ابن جرير: فخليق بأولئك الذين هذه صفتهم، أن يكونوا عند الله ممن قد هداه الله للحق وإصابة الصواب. وقال ابن جرير: حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}، يقول: من وحَّد الله، وآمن باليوم الآخر. يقول: أقرّ بما أنزل الله، {وَأَقَامَ الصَّلَاةَ}، يعني الصلوات الخمس، {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}، يقول: ثم لم يعبد إلا الله، قال: {فَعَسَى أُولَئِكَ}، يقول: إن أولئك هم المفلحون، كقوله لنبيه: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}، يقول: إن ربك سيبعثك مقامًا محمودًا، وهي الشفاعة، وكل "عسى"، في القرآن فهي واجبة ا ه.
ومعنى قول ابن عباس: فهي واجبة، أي: حق ثابت، والتعبير بعسى ليكون المؤمن بين الخوف والرجاء في أعماله الصالحة التي يتقرب بها إلى الله عز وجل.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص69-70
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق