المؤمن بين الخوف والرجاء في أعماله

2020-09-26
المؤمن بين الخوف والرجاء في أعماله
اللطيفة الثالثة والثلاثون من تفسير سورة التوبة من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول أن المؤمن بين الخوف والرجاء في أعماله.

فمعنى: {فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة: 18]، قال ابن جرير: فخليق بأولئك الذين هذه صفتهم، أن يكونوا عند الله ممن قد هداه الله للحق وإصابة الصواب.  وقال ابن جرير: حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}، يقول: من وحَّد الله، وآمن باليوم الآخر. يقول: أقرّ بما أنزل الله، {وَأَقَامَ الصَّلَاةَ}، يعني الصلوات الخمس، {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ}، يقول: ثم لم يعبد إلا الله، قال: {فَعَسَى أُولَئِكَ}، يقول: إن أولئك هم المفلحون، كقوله لنبيه: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}، يقول: إن ربك سيبعثك مقامًا محمودًا، وهي الشفاعة، وكل "عسى"، في القرآن فهي واجبة ا ه.

ومعنى قول ابن عباس: فهي واجبة، أي: حق ثابت، والتعبير بعسى ليكون المؤمن بين الخوف والرجاء في أعماله الصالحة التي يتقرب بها إلى الله عز وجل.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص69-70

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق