أقل ما يجزئ المتوضئ هو الـمُد

2020-06-16
أقل ما يجزئ المتوضئ هو الـمُد
باب الوضوء.. الفائدة الثالثة والعشرون من فوائد كتاب فقه الإسلام شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أقل ما يجزئ المتوضئ هو الـمُد.

عن عبد اللَّه بن زيد رضى اللَّه عنه قال: (إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أتى بثلثي مد فجعل يدلك ذراعيه)، أخرجه أحمد وصححه ابن خزيمة.

[المفردات]

(مد) في القاموس: مكيال وهو رطلان أو رطل وثلث أو ملء كف الإنسان المعتدل إذا ملأهما ومد يده بهما ومنه سمى مدا، وقد جربت ذلك فوجدته صحيحًا، اهـ.

هذا الحديث لا يدل على مشروعية الوضوء بثلثي مد، لأن الذي في الحديث أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- جعل يدلك ذراعيه من ثلثي مد، ولاشك أن تدليك الذراعين ليس هو كل الوضوء، ولم يثبت أنه توضأ بثلثي مد في حديث صحيح، وحديث أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- توضأ بثلث مد لم يثبت أصلا، والثابت أن أقل ما توضأ به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هو المد فقد صحح أبو زرعة من حديث عائشة وجابر: (أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد) وأخرج مسلم نحوه من حديث سفينة، وأبو داود من حديث أنس (توضأ من إناء يسع رطلين)، والترمذي بلفظ: (يجزئ في الوضوء رطلان) وقد علمت من القاموس أن المد رطلان.

فقه الإسلام شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام: ص46

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق