لم يثبت حديث صحيح صريح يمنع المحدث حدثاً أصغر من مس المصحف
وعن عبد اللَّه بن أبى بكر أن في الكتاب الذي كتبه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لعمرو بن حزم: (ألا يمس القرآن إلا طاهر) رواه مالك مرسلا ووصله النسائي وابن حبان وهو معلول.
(عبد اللَّه بن أبى بكر) هو عبد اللَّه بن أبى بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم.
(عمرو بن حزم) هو أبو الضحاك عمرو بن حزم بن زيد الخزرجي النجاري استعمله رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على نجران وهو ابن سبع عشرة سنة ليفقههم في الدين، ويعلمهم القرآن وكتب له كتابًا في الفرائض والسنن والصدقات والديات، وتوفى عمرو بن حزم في خلافة عمر بالمدينة.
(معلول) ويقال له: المعلل، والمعل -من أعله- والعلة عبارة عن أسباب خفية غامضة طرأت على الحديث فقدحت فيه.
هذا الحديث أخرجه أيضًا الحاكم في المستدرك والبيهقي في الخلافيات والطبراني وفى إسناده سويد بن أبى حاتم وهو ضعيف، وذكر الطبراني في الأوسط أنه تفرد به، واعلم أنه لم يثبت حديث صحيح صريح يمنع المؤمن المحدث حدثًا أصغر من مس المصحف، وأما قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79]، فالأوضح أن الضمير للكتاب المكنون الذى سبق ذكره في صدر الآية وأن: {الْمُطَهَّرُونَ} هم الملائكة، وأما الجنب فقد أجمع أهل العلم على أنه لا يجوز له أن يمس المصحف ولم يخالف في ذلك غير داود.
فقه الإسلام شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام: ص75-76
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق