اللغة لا تثبت بالقياس

2020-06-17
اللغة لا تثبت بالقياس
الفائدة الثالثة والثمانون من فوائد من كتاب إمتاع العقول بروضة الأصول لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن اللغة لا تثبت بالقياس.

 وقد اختلف العلماء في ثبوت اللغة بالقياس، فذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك، فلنا أن نسمي النبيذ خمراً؛ لأن فيه المعنى الذي من أجله سميت الخمر خمراً وهو الإسكار ومخامرة العقل أية تغطيته.

وذهب أبو الخطاب من الحنابلة وبعض الحنفية وبعض الشافعية إلى أنه لا يجوز أن تثبت اللغة بالقياس؛ لأن العرب خصوا مسكر عصير العنب باسم الخمر، فإذا وضعناه لغيره كان اختراعاً من عندنا فلا يكون من لغتهم، وإن كانوا وضعوا اسم الخمر لكل مسكر فيكون إطلاق اسم الخمر على النبيذ بالنص لا بالقياس على الخمر.

وثمرة الخلاف تظهر في النبيذ مثلاً، فمن قاس في اللغة قال: هو محرم نصاً، ومن لم يقس في اللغة قال: هو محرم قياساً على الخمر.

والمختار أن اللغة لا تثبت بالقياس، لاختلاف الصحابة فيمن عَمِلَ عمل قوم لوط، فقال بعضهم يحرق في نعشه بالنار بعد أن يقتل ضرباً بالسيف. وقال بعضهم: يهدم عليه جدار. وقال بعضهم يرمى من مكان عال منكساً ويرجم بالحجارة. وقيل غير ذلك، ولو كان اسم الزنى يشمله ما اختلف فيه.

إمتاع العقول بروضة الأصول: ص74

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق