التنوع سمة عامة في كل الدعوات
إذا نظرنا في أساليب الأنبياء ووسائلهم في دعوتهم لأقوامهم؛ فسنجد أن التنوع سمة عامة في كل الدعوات؛ فكل نبي أو رسول يبدأ دعوته باللين والحجج والبراهين وعرض الدليل تلو الدليل، ومع ذلك الصبر على أذى المعارضين وتكذيب المكذبين، ثم مع تصاعد المواجهة وردود الأفعال تتغيّر المواقف.
فقد ذكر الله تبارك وتعالى عن نوح -عليه السلام- أنه دعا قومه ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً مراعاة لأحوال الناس وطبائعهم، حيث يقول: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}.
فنوح --عليه السلام-- كان يقضي سحابة نهاره وليله في الدعوة إلى الله جل جلاله، ولو أن الدعاة من المسلمين سلكوا الطرق التي سلكها نوح -عليه السلام- في الدعوة إلى الله لامتلأت الأرض بالإسلام، ولم يبق في الأرض إلا دين الله الذي بعث به محمداً -صلى الله عليه وسلم-.
قصص الأنبياء: ص66-67
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق