جواز استخدام التورية والمعاريض
كما أن قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ}، لم يرد بها أنه مريض بمرض معد، وإنما أراد في نفسه أنه مريض، وكل ابن آدم ضعيف مهما كانت صحته، فهذا من المعاريض، وفي المعاريض مندوحة عن الكذب، حاشاه -عليه السلام- أن يكذب، على أنه قد يطلق على المعاريض أنها كذب باعتبار حقيقة المراد، لكنه ليس الكذب المذموم، بل هو كإطلاق الحسد على الغبطة، في مثل قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا حسد إلا في اثنتين، رجلٌ آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها) وقد فسر عامة العلماء الحسد في هذا الحديث، بأنه الغبطة، إذا الحسد المذموم هو تمني زول النعمة عن الغير.
ولا شك عند أهل العلم أن قول إبراهيم -عليه السلام-: {إِنِّي سَقِيمٌ}، وكذلك قوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}، وكذلك لمّا سأله ملك مصر عن سارة فقال: إنها أختي، لا شك عند العلماء أن ذلك ليس من باب الكذب المذموم، وإنما هو من باب التورية والمعاريض.
قصص الأنبياء: ص98-99
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق