من الأساليب البلاغية المعروفة تأكيد المدح بما يشبه الذم

2020-06-19
من الأساليب البلاغية المعروفة تأكيد المدح بما يشبه الذم
الفائدة الواحدة والتسعون من كتاب قصص الأنبياء لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول من الأساليب البلاغية المعروفة تأكيد المدح بما يشبه الذم.

وأما ما رواه البخاري في صحيحه من حديث أي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف، لأجبت الداعي)

فإن المقصود من هذا هو الثناء على هؤلاء الأنبياء الثلاثة، وبيان علو منازلهم، وأن إبراهيم لو كان شاكاً لكنت أولى بالشك منه، وما دام لم يخطر على بال أحد أن محمداً -صلى الله عليه وسلم- يشك في قدرة الله على إحياء الموتى فكذلك إبراهيم -عليه السلام-، فهو من الأساليب البلاغية المعروفة بتأكيد المدح بما يشبه الذم، والركن الشديد الذي أوى إليه لوط هو الله تعالى، وقوله في الآية {أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} {أَوْ} فيها بمعنى "بل"، أي: بل آوي إلى الله جل جلاله، ثم الثناء على يوسف باعتصامه عن السوء مع ما لقي من الأذى والسجن، وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف، لأجبت الداعي) أي: لسارعت إلى ما دعاني إليه رسول الملك وخرجت من السجن، وقد راد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ينبه إلى المرتبة العليا التي حازها يوسف الصديق -عليه السلام-.

قصص الأنبياء: ص104-105

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق