النهي عن التنطع في الدين

2020-06-19
النهي عن التنطع في الدين
الفائدة المائتان وأربعون من كتاب قصص الأنبياء لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول النهي عن التنطع في الدين.

وقد ابتدع النصارى الترهب وشدّدوا على أنفسهم فيه على حد قوله تعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا}، وقوله تعالى: {إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ}، استثناء منقطع، أي: لم نفرضها عليهم لكنهم ابتدعوها من قبل أنفسهم اجتهاداً منهم في طلب مرضاة الله فصاروا كمن أجهد نفسه في السير وانبتَّ فلا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، ولذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن التشدد والتنطع في الدين، ويأمر بالرفق وبالتيسير، ولذلك لما بلغه أن بعض أصحابه تأثروا من خطبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاجتمعوا في بيت بعض الصحابة وعزموا أن لا يأكلوا اللحم ولا يقربوا النساء ولا يمسوا الطيب، فنهاهم عن ذلك أشد النهي، وكذلك قصة الثالثة الرهط الذين أتوا بيوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسألون عن عبادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدا، وقال آخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الآخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليهم، فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني).

قصص الأنبياء: ص364-365

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق