لا يجوز الاستغفار للمشرك وإن كان من ذوي القربة
قال تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}، (حيث قيل في سبب نزولها أقوال، والصحيح) ما رواه البخاري ومسلم من حديث سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فوجد عنده أبا جهل، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله)، فقالا: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فقال أبو طالب: هو على ملة عبد المطلب.
وكانت أخر كلمة تكلم بها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أما والله لأستغفر لك ما لم أُنه عنك)، فأنزل الله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}.
ومعنى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} أي: ما صح ولا استقام للرسول والمؤمنين الاستغفار للكفار، وهذه الجملة خبرية لفظاً إنشائية معنى، أي: لا تستغفروا للمشركين.
وقوله: {وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} الضمير في {كَانُوا} للمشركين، ومعنى: {أُولِي قُرْبَى} أي: ذوي قرابة للرسول والمؤمنين.
تفسير آيات الأحكام: ص134-135
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق