الإجابة استغفار إبراهيم لأبيه، وقول النبي: (اغفر لقومي)

2020-06-20
الإجابة استغفار إبراهيم لأبيه، وقول النبي: (اغفر لقومي)
الفائدة السابعة والسبعون من فوائد من كتاب تفسير آيات الاحكام لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول الإجابة استغفار إبراهيم لأبيه، وقول النبي: (اغفر لقومي).

هذا وقد استشكل على بعض أهل العلم استغفار إبراهيم لأبيه إذ قال: {وَاغْفِرْ لِأَبِي}، وكذلك ما روي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال يوم أحد، لما كُسرت رباعيته وشجوا وجهه، (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون). وهذا الاستشكال مندفع من وجوه:

الأول: أن هذا الاستغفار منهما على معنى طلب الهداية والتوفيق للإيمان، لا طلب المغفرة مع البقاء على الكفر.

الثاني: أن مثل هذا الحكم مما يثبت بالسمع، وإبراهيم لم يعلم بالتحريم حتى أخبره الله به، وأما محمد -صلى الله عليه وسلم- فإنما طلب التجاوز عن حقه كإنسان.

الثالث: أن هذا القول صدر من النبي -صلى الله عليه وسلم- على سبيل الحكاية عن نبي من الأنبياء، بدليل ما رواه مسلم والبخاري عن عبد الله: قال: كأني أنظر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.

الرابع: أن الاستغفار الممنوع هو لمن تبيَّنت عداوته بأن مات على الشرك، أو أوحي إلى النبي أنه يموت على الشرك، أما الاستغفار للأحياء المرجو إيمانهم فإنه جائز، وإلى هذا ذهب كثير من أهل العلم؛ لقول ابن عباس: كانوا يستغفرون لموتاهم، فنزلت، فأمسكوا عن الاستغفار. ولم ينههم أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا.

تفسير آيات الأحكام: ص136-137

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق