إعزاز الله لأوليائه وإذلاله لأعدائه من أعظم ما صدّر الله بها سورة الحشر
ومن أعظم العبر التي صدَّر الله تعالى بها قصة بني النضير في سورة الحشر، أن من عصى الله وحارب رسوله يعرِّضُ نفسه للهوان والذلة والخزي في الدنيا والآخرة مهما كانت قوته، ومهما كانت حصونه، فإن بني النضير كانوا على حال من القوة والتمكن في الأرض لا يخطر على بالهم أن يستطيع أحد أن يزلزلهم من منازلهم، ولم يخطر على بال غيرهم أن أحد يستطيع إجلاء بني النضير لقوة بأسهم وشدة شكيمتهم، فلما أراد الله تبارك وتعالى إنزال عقوبته بهم لم تنفعهم حصونهم وقلاعهم، وأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب حتى صاروا ينقضون بيوتهم ويجتهدون في تخريبها بأيديهم بعد أن كانت أعز عليهم من نفوسهم، ويرضون بالجلاء عن ديارهم طلبًا لإنقاذ أنفسهم.
وفي ذلك يقول الله جل جلاله: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3)ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
القصص الحق في سيرة سيد الخلق: ص243-244
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق