سوء أخلاق اليهود وسفاهتهم
وقوله تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} [البقرة: 93]، وهو أجلى بيان يصوِّر سوء أخلاقهم وسفاهة نفوسهم، أي: بدل أن يقولوا: سمعنا وأطعنا، قالوا: سمعنا وعصينا، ولذلك وبخهم الله تبارك وتعالى على هذا الخلق الذميم في مقام آخر من كتابه الكريم حيث يقول عز وجل في سورة النساء: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [النساء: 46-47].
وإذا كان أسلافهم قد قالوا سمعنا وعصينا مع مشاهدتهم رفع الجبال فوق رءوسهم، فكيف يكون حال أخلافهم الذين قد طال الأمد بينهم وبين آبائهم.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص219
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق