من كذّب رسولاً فقد كذب جميع المرسلين
{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 97-98]، وذلك أنَّ من عادى ملكاً من الملائكة فهو عدو لله ولجميع الأنبياء والمرسلين، لأن القاعدة التي جاء بها الرسل أنَّ معاداة نبي أو رسول تكون معاداة لجميع الأنبياء والمرسلين، ولذلك كرر الله تبارك وتعالى هذا المعنى في كتابه الكريم حيث يقول: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: 105]، مع أنهم ما جاءهم إلا نوح عليه السلام، لكن لما كان تكذيبهم لنوح عليه السلام تكذيباً لجميع المرسلين جعلهم مكذبين لجميع الرسل، وكذلك قال عز وجل: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: 123]، وقال: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: 160]، وقال: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: 176]، وقال: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ} [القمر: 23]، وقوله: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ} [القمر: 33]، وكل هذا لتقرير أن من كذّب رسولاً فقد كذب جميع المرسلين، ومن عادى نبياً فقد عادى جميع الأنبياء، ومن عادى ملكاً فقد عادى جميع الملائكة.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص224
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق