المباح قد يمنع لسد ذريعة الشر

2020-06-22
المباح قد يمنع لسد ذريعة الشر
الفائدة المائة وإثنى عشر من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن المباح قد يمنع لسد ذريعة الشر.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [البقرة].

وقد نبهت الآية الأولى من هذه الآيات إلى تنبيه المسلمين إلى لحن اليهود الخبيث في القول، إذ يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند محادثته: راعنا بدل قولهم: انظرنا، وكلمة راعنا في لغتهم هم تستعمل للذم إذ هي عندهم من الرّعونة، فكانوا يستعملونها للذم، فنهى الله المؤمنين أن يقولوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم راعنا، وإنما يقولون: انظرنا، وهذا يدل على أن المباح قد يمنع لسد ذريعة الشر، لأن كلمة (راعنا) في اللغة العربية لا عيب فيها.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص236

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق