سر تفصيل أحوال المنافقين

بعد أن بين الله تبارك وتعالى حال المؤمنين المصدقين بالإسلام باطناً، المنقادين له ظاهراً، المتفقة سريرتهم مع علانيتهم، وحال الكافرين المكذبين سرًّا وعلنا؛ شرع يشرح أحوال المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، ولما كانوا أشد خطراً على الإسلام والمسلمين وأقدر على بث الفرقة بينهم؛ لاندساسهم في صفوف المسلمين، ومعرفة مخارجهم ومداخلهم؛ لذلك تحدث الله تبارك وتعالى عنهم هنا في ثلاث عشرة آية فضح فيها نواياهم، ونبه المسلمين إلى معرفة أحوالهم وأقوالهم، حتى يحترزوا منهم، ولا يغتروا بهم.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص38