تخطى إلى المحتوى

من كمال الشريعة وشمولها أن الضرورات تبيح المحظورات

وقوله عز وجل: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 173]، أي: فمن ألجأته الضرورة لأكل شيء من هذه المحرمات لبقاء مهجته وإمساك حياته بالقدر الذي يدفع عنه المضرة، فلا إثم ولا حرج عليه ما دام غير باغ، أي: بأن يأكل فوق حاجته الضرورية أو أن يأكل شهوة وتلذذاً، وما دام غير عاد بأن يجد مندوحة عن هذه المحرمات، إن الله غفور رحيم يتجاوز عن معاصي العاصين، ولا يؤاخذ عباده بما وقعوا فيه مكرهين مضطرين، وهذا من كمال الشريعة وشمولها.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص368