تخطى إلى المحتوى

من تمام التدبير: تفويض الأمر إلى من يعلم عواقب الأمور

وقوله عز وجل: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ} [البقرة: 216]، هذه قضية مسلّمة عند سائر البشر، فكم يمر بالعاقل تجربة يتحقق فيها صدق هذه القضية، حيث يرغب الإنسان في شيء ويسعى له ويبذل النفيس في الوصول إليه وتحصيله وتكون عاقبته له غير حميدة، ويتمنى أنه لم يكن سعى له ولا حصل عليه لما يجلبه له من تعاسة في حياته الدنيا، وكم ينزل بالإنسان شيء يكرهه وتكون عاقبته له حميدة، ويفرح بحصوله له ويتأسف على ما سبق من كراهيته له، والإنسان لا يعلم الغيب، والعبرة في الأمور بحسن عاقبتها، ولذلك أُثِرَ في الدعاء: (اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأَجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة).

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/48