الله يحب التعفف من عباده

أما الصفة الثالثة من صفات هؤلاء الفقراء الذين خصّهم الله عز وجل بلفت انتباه المسلمين إلى رعايتهم وبذل المال لهم فهي قوله تبارك وتعالى: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ}[البقرة: 273]، أي: يظنّهم الجاهل بحالهم الذي لا خبرة له بهم وبما هم عليه من الفاقة والفقر وشدة الحاجة أغنياء بسبب تعففهم عن سؤال الناس، وتنزههم عن طلب شيء منهم.
ولا شك أن الله تبارك وتعالى يحب هذا التعفف من عباده كما حضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على التعفف ودعا للمتعففين، فقد روى البخاري ومسلم واللفظ للبخاري من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليد العليا خير من اليد السّفلى وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غِني، ومن يستعفف يعفّه الله ومن يستغن يغنه الله).
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/234