تخطى إلى المحتوى

التّخلية مقدّمة على التّحلية

بعد أن رهّب الله عز وجل المؤمنين من تعاطي الربا وخوّفهم من أسباب سخط الله، وحذّرهم من النار التي أعدّها لأعدائه الكفرة الفجرة، وحضّهم على طاعة الله وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم التي تجلب لهم الفلاح والفوز والنصر على الأعداء؛ رغّبهم في المبادة إلى الأعمال التي تجلب مغفرة الله ورحمته وتسكنهم فسيح جناته، فقال سبحانه: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، وتقديم الترهيب على الترغيب؛ لأن الترهيب تخلية، والترغيب تحلية، والتخلية مقدّمة على التحلية، كما هو مقتضى الفطرة والطبع، والعقل والشرع.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/63