تخطى إلى المحتوى

توجيه التحذير إلى الرسول المعصوم من كل ذنب هو من باب قولهم: إياك أعني واسمعي يا جارة

وقوله عز وجل: {وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}. وإيراد الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المعصوم من كل ذنب المبرء من كل عيب صلوات الله وسلامه عليه، إنما هو من باب قولهم: إياك أعني واسمعي يا جارة، على أن النهي عن الشيء لا يقتضي الوقوع فيه، وأن الأمر بالاستغفار لا يقتضي أن يكون المستغفر قد ارتكب معصية وذنباً، غير أن توجيه الخطاب بهذه الوصايا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم للفت انتباه المسلمين إلى شدة الحذر من الدفاع عن المنافقين حتى ولو كانوا في مخاصمة مع اليهود أو غيرهم.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/416-417