الله سبحانه غني عن عذاب الخلق إذا قاموا بالشكر والإيمان

و(ما) في قوله عز وجل: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ} [النساء: 147] استفهامية مفيدة للنفي على أكما وجه وآكده، كأنه قيل: أي شيء يفعل الله سبحانه بتعذيبكم؟ أيتشفى به من الغيظ؟ أم يدرك به الثأر؟ أم يستجلب به نفعاً وهو الغني الحميد، أم يستدفع به ضراً وهو الفعال لما يريد، إنما يعذبكم بذنوبكم، ويثيبكم بشكركم وإيمانكم، فمن فعل خيراً فليحمد الله ومن فعل شراً فلا يلومن إلا نفسه، والله شاكر للطائعين طاعتهم فيثيبهم على العمل الصالح القليل الأجر الجميل الجزيل، وهو العليم الخبير ولا يظلم ربك أحداً.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/39