من الأساليب البلاغية ورود السؤال مبهماً؛ ليكون الجواب مُبَيِّناً له مع الإيجاز

والسؤالُ في قوله -عز وجل-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1]، هو مُبْهَمٌ يُعَيِّنُ المرادَ منه قولهُ -عز وجل-: {قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: 1]، ودلَّ ذلك على أنهم سألوه عن الأنفال كيف مصرفها ومن المستحق لها؟ وهذا أسلوب بلاغي حيث يورد السؤال مبهماً ليكون الجواب مُبَيِّناً له مع الإيجاز، وذلك كقوله -تبارك وتعالى-: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ} [البقرة: 222]. وهذا في القرآن كثير، حيث يجيء السؤال مبهماً ويكون الجواب دالاً عليه.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص262-263