قصة وفد نصارى نجران على النبي عليه السلام

وذكر الله أشار إلى قصة نصارى نجران، عندما وفودوا سنة تسع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا عددًا كبيرًا يرأسهم رجلان، واحد منهم يقال له السيد والثاني يقال له العاقب، فدخلوا على النبي عليه السلام في هذا المسجد الطيب الطاهر واستأذنوا رسول الله بالصلاة داخل المسجد النبوي وهم نصارى، فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة في المسجد، فصلوا إلى جهة المشرق، يعني ما صلوا إلى قبلة المسلمين، صلوا إلى جهة المشرق، فلما انتهوا نم صلاتهم قال الرسول عليه الصلاة والسلام موجهًا الكلام إلى شيخيهم السيد والعاقب قال: (أسلما) قالا: اسلمنا قبلك، [إحنا] مسلمين قبل ما أنت ما تجي، [إحنا] مسلمين من أيام عيسى وموسى، قال: (كذبتما، يمنعكما من الإسلام ادعاؤكما لله ولدًا، وعبادتكما للصليب وأكلكما للخنزير)، قالوا يا محمد أليس فيما أنزل إليك وروح منه؟ ما هو نزل القرآن [الي] نزل عليك فيه في عيسى عليه السلام في عيسى وروح، في وصف عيسى وروح منه؟ قال: (بلى)، قالوا يكفينا خلاص، أشهدت على نفسك أن عيسى ابن الله، شهدت على ..، وين شهد على نفسه أن عيسى ابن الله، قالوا: من كلمة منه، لأن من يستعملها العرب للتبعيض، تقول أكلت من الرغيف يعني بعض الرغيف، وشربت من الماء يعني بعض الماء، فإذا قلت وروح منه يعني بعض من الله، فأنزل الله تبارك وتعالى ردًا عليهم اثنتين وثمانين آية، من اول سورة آل عمران إلى قوله {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقال لهم {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ} إلى آخر الآيات.