{إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله}

2019-12-04
فائدة في بيان الهدف من إنفاق الكفار لأموالهم، وتوضيح لصيرورة أموالهم بعد إنفاقها.

هذه الآيات التي تلوتها من سورة الأنفال كما قلت وهي تقريبًا منتصف السورة ومفتتح الجزء العاشر من كتاب الله عز وجل يقول في أواخر الآيات المباركات التي ختم بها خواتيم المسك من الآيات السابقة يقول سبحانه {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ} اسمع كلمة الأموال، وكلمة كافر وكلمة أنفق، كافر ينفق مالًا، {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ} في أي وجه؟ قال {لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}، خيبة وحسرة عليهم، [الي] يُعطى المال فبدل ما يبذله في وجوه النفع العام والخير العام للإنس والحيوان والبهائم والأرض ينفقه ليصد عن سبيل الله الذي خلق السماوات والأرض، وبيده نواصي جميع الخلق يفعل فيهم ما يشاء ويحكم فيهم بما يريد، لا راد لقضائه ولا معقّب لحكمه.

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُو} شوف الأوصاف {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا} [تبي] تروح عنهم، فيبذلونها تخرج من أيديهم {ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} يصير المال [الي] نفقه عاد عليه بالوبال والخسران والخزي والحسرة والندامة، {فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} وبعدين ما هو بس في الدنيا {وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ} أعوذ بالله {أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.

ثم انظر أرحم الراحمين بعد ما بين مآل هؤلاء الخاسرين يقول {قل} يقول لحبيبه محمد عليه الصلاة والسلام، الذي بعثه ليعلم الناس الخير، عجمهم وعربهم وأحمرهم وأسودهم، لا فضل لأحد منهم على آخر إلا بتقوى الله والتمسك بهذا الدين، {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} كل [الي] عملوه من الجرائم الكبار إذا تابوا إلى الله وأنابوا إلى ربهم قبل توبتهم وتجاوز عن حوبتهم، {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} طبعًا هذه إذا كان الكفار المجرمين [الي] يرتكبون أفحش الجرائم في معاداة أفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ويصد عن سبيل الرب الكريم، إذا تابوا تاب الله عليهم، فما بالك بمن دونهم، ما بالك بمن دونهم من الخلق، ولذلك كان اليأس من رحمة الله من أظهر مظاهر الكفر، {لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق