وجوب ذكر الله تبارك وتعالى وشكره

وقد أفاد قوله عز وجل: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 151]، وجوب ذكر الله وشكره، والذكر يكون باللسان وبالقلب وبالجوارح، فالذكر باللسان تحميده وتسبيحه وتمجيده وتقديسه وتلاوة كتابه، وذكره بالقلب التفكر في خلق السموات والأرض وما فيهما لاستحضار عظمة الله في النفس لتشرق فيها أنوار السعادة وينحسر عنها سلطان الشيطان الذي يخنس إذا ذكر العبد ربه، ومن ذكره كذلك طلبُ العلم ومعرفة كيفية العبادات وأحكام الله وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده، وأما ذكره بالجوارح فهو أن تكون جوارح الإنسان مشتغلة بطاعة الله منتهية عن معصيته وقَّافةً عند حدوده، فلا يراه حيث نهاه.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص321