تخطى إلى المحتوى

قوله تعالى: {وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} ليس شرطًا للوعيد

وقوله عز وجل هنا: {وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} [البقرة: 174]، أي: ويأخذون ثمناً قليلاً تافهاً من حطام الدنيا في مقابلة كتمان الهدى الذي بينه الله في الكتاب، إما رشوةً أو محافظة على منصب أو جاه لا بقاء له ولا دوام، وليس والوعيد بالعقوبات الأربع الواردة في الآية ({أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[البقرة: 174]) مشروطاً بهذه المقايضة الخاسرة، بل هذا الوعيد ثابت للذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب، حتى ولو لم يشتروا شيئاً ولو لم يحصلوا على حطام الدنيا الفانية، فإن المقصود هنا هو تحريم الكتمان وهو الذي سيق الكلام من أجله.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص371