تخطى إلى المحتوى

تشبيه شيء بشيء لا يلزم أنهما متشابهان من كل الوجوه

وقوله تبار وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، أي: يا معشر من آمن بالله ورسوله ودخل في دين الإسلام: فُرِضَ عليكم الصيام كما فرض على من كان قبلكم من أمم الأنبياء السابقين، ولما لم يثبت بحديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عين فريضة الصيام التي فرضت علينا هي عين فريضة الصيام التي فرضت على الأمم السابقة، ولما كان تشبيه شيء بشيء لا يلزم منه أنهما متشابهان من كل الوجوه، فإنه لا يلزم من تشبيه صومنا بصومهم أن يكون صومهم مختصاً برمضان أو بصيام شهر في السنة، والمقصود من إيراد هذا التشبيه هو بيان أن إيجاب الصوم شرع الله على الأنبياء والأمم من لدن آدم إلى عهد محمد صلى الله عليه وسلم.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص403