ظاهر الجواب في قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}، أنه كان عن منافعها وفوائدها

وقوله عز وجل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 189]، لم يرد خبر صحيح ثابت كيفية سؤالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأهلة وهل كان عن فوائدها أو كان عن حقيقتها؟ وظاهر الجواب في الآية أنه كان عن منافعها وفوائدها.
فإن كان السؤال عن حقيقتها كان الجواب من الأسلوب البلاغي المعروف بأسلوب الحكيم، لأن السؤال عن حقيقتها وذاتها قليل الجدوى بالنسبة لعامة البشر، كما لو سألك سائل عن تكوين شجرة من الشجر فتجيبه ببيان فوائدها ومنافعها لتلفت انتباهه بأن هذا هو الذي ينبغي أن يسأل عنه.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص425