تخطى إلى المحتوى

من أساليب العرب البلاغية حذف ما يكون معلوماً للمخاطبين

{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: 197]، أي: وقت الحج أشهر معلومات، إذ المعلوم للمخاطبين أن المراد: وقت الحج أشهر معلومات، لا أن نفس أفعال الحج هي الأشهر المعلومات، والعرب في أساليبها البلاغية يحذفون من الكلام ما يكون معلوماً للمخاطبين، كما قال مالك رحمه الله في ألفيته:

وحذْفُ ما يُعلَم جائز كما     تقول زيدٌ بعد من عندكما.

فإن العرب يستحسنون إذا سأل سائل فقال لك: من عندك؟ فتقول في جوابه: زيد، أي: عندنا زيد، فتحذف كلمة عندنا من جوابك لأنها معلومة للمخاطب، فإذا سمع العربي قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}، علم يقيناً أن المراد: وقت الإحرام بالحج في أشهر معلومات، وهي شوال والقعدة وعشر ليال من ذي الحجة.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/10.