تقوى الله تبارك وتعالى هي أفضل الزاد

وقد اشتمل قوله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]، على لون من الهدى والرشاد والبلاغة بديع، حيث أمرهم بالزاد لسفر الدنيا، ولفت انتباههم في نفس الوقت إلى الحرص على زاد الآخرة من تقوى الله عز وجل، وهو شبيه بقوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26]، حيث ذكّرهم بنعمته عليهم فيما أوجد لهم من اللباس الحسّي الذي يستر عوراتهم، ثم لفت انتباههم إلى اللباس المعنوي الجميل الذي لا يبلى وهو لباس التقوى، الذي يجب أن يتحلّى به الإنسان دائماً، ولا يتخلّى عنه أبداً لأنه أجمل أنواع الباس، وأكرم أنواع الزينة.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/15.