الاستهزاء بالناس لا يصدر إلا عن جاهل

وقوله تبارك وتعالى: {وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 212]، وهذا تقييد لقبيحة عظيمة من قبائح الكفار، وهي استهزاؤهم بالمؤمنين، فكانوا إذا مرَّ بهم المؤمنون يتغامزون، ويسخرون ويستهزئون بهم، وما كان ذلك منهم إلا لاستغراقهم في الجهل، لأن الاستهزاء بالناس لا يصدر إلا عن جاهل، ولذلك لما قال موسى عليه السلام لبني إسرائيل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة: 67].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/38-39