جهل أهل الكتاب بكتابهم

والتقييد بقوله عز وجل: {مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ}؛ لأنه بعد إنزال التوراة على موسى عليه السلام حرّم الله تبارك وتعالى على بني إسرائيل بعض الطيبات عقوبة لهم كما قال عز وجل: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}، وكما قال عز وجل: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا}.
وبهذا يتضح جهل أهل اكتاب بكتابهم، وينبلج الحق المصدق لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما علمه الله عز وجل من خواص شريعة أهل الكتاب وأسرارهم، وصارت شبههم سببًا في إعلاء راية الإسلام وبيان فضله.
القصص الحق في سيرة سيد الخلق: ص421