وظيفة الرسل البلاغ وعلى الله الحساب

وقوله عز وجل: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ} [آل عمران: 20]، أي: وإن أعرضوا عن دعوتك ولم يستجيبوا لأمرك لهم بالدخول في الإسلام، واستمروا على كفرهم وعنادهم، فإنهم هم الذين يتحملون وحدهم وزر كفرهم وعنادهم، أما أنت فقد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، على أبلغ وجه وأكمل بلاغ، وهذه هي وظيفتك ووظيفة إخوانك النبيين والمرسلين من قبلك، فما عليك إلا البلاغ وعلينا حسابهم، كما قال عز وجل: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} [الغاشية].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/326