في قوله تعالى: { وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ}، حصر الألوهية الحقّة في الله وحده على طريق النفي والإثبات

كما أنَّ قوله عز وجل: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 62]، المسوق لتأكيد الرد على النصارى الذين جعلوا المسيح وأمه إلهين من دون الله، وقد حصر الألوهية الحقّة في الله وحده على طريق النفي والإثبات، فلا إله إلا الله، وقد زاد في تأكيد ذلك ب(من) الاستغراقية للتنصيص على العموم، إذ من المقرر في علم أصول الفقه أن النكرة إذا وقعت في سياق النفي وجُرَّتْ ب(من) كانت نصاً في العموم واستغرقت جميع الأفراد، فقوله عز وجل: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ}، نصٌّ في نفي الألوهية عن أي فرد وُصِفَ بها وحصرها في الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/391