لا يُعْرِض عن دين محمد إلا من يريد الفساد بالأرض

وقوله عز وجل: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ} [آل عمران: 63]، وهو وعيد وتهديد لمن أدبر عن سماع هذه القوارع والحجج والبراهين بأن الله لهم بالمرصاد، ولن يفلتوا من عذابه. وكان مقتضي السياق أن يقال: فإن الله عليم بهم، لكن مقتضى الحال يقتضي وضع الظاهر موضع الضمير؛ لبيان أنه لا يُعْرِض عن دين محمد صلى الله عليه وسلم إلا من يريد الفساد بالأرض كما قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}[محمد: 22].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 2/392