التدبير لا يدفع التقدير، والحذر لا ينجي من القدر

{قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} [آل عمران: 154]، أي: ما قُتِلَ منا أحد، ثم بيّن عز وجل أن من كتب عليه القتل لن يتأخر عن مكان مصرعه فقال: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} [آل عمران: 154]، كما قال عز وجل: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء: 78]، فالحذر لا ينجي من القدر، والتدبير لا يدفع التقدير، فمن كتب الله عليه القتل في مكان لا بد من خروجه وبروزه إلى مصرعه.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/98