بذل الأسباب لا ينافي التوكل على الله

ومعنى قوله عز وجل: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]، أي: فإذا صح عزمك على إمضاء ما تريد، من جهاد عدوك مما رأيت فيه المصلحة لدينك وأمتك فامض لما تريد بغض النظر عن خلاف من خالفك ووفاق من وافقك، وكن في عزمك معتمداً على الله وحده ومتوكلاً عليه دون غيره راضياً بما يقضيه الله عز وجل لأنه يحب المعتمدين عليه، وفي هذا دليل ظاهر على أن بذل الأسباب والاستشارة لا ينافي التوكل على الله.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/109-110