على المحكَّمِ أن يكونَ رائدُه الإصلاح لا غير

وقوله عز وجل: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]، هذا إرشاد للحكمين بأن يحرصا على إصلاح ذات البين، وتحذيرٌ لهما من أن يكون قصد الحَكم الانتصار للطرف الذي يمثله، بل على كل واحد من الحكمين أن تكون نيته صحيحة، وأن يكن قلبه ناصحاً خالصاً لوجه الله ساعياً في الخير ما استطاع، دون انحياز إلا إلى الحق، وإذا علم الله عز وجل منهما صدق نيتهما، وأنهما يريدان الإصلاح ما استطاعا إليه من سبيل، فإنه تبارك وتعالى يؤيدهما، ويسددهما، ويوفقهما إلى الرأي السديد، والحكم الرشيد.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/272