تخطى إلى المحتوى

من وكل إلى نفسه وهواه تاه في بيداء الضلالة

ومعنى قوله عز وجل: {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} [النساء: 115]، أي نكله إلى ما اختار لنفسه، ونخذله، ولا نسدِّده، بل نجعله والياً لما تولاه من الضلال ونخلِّ بينه وبين هواه، ولا شك أن من وكل إلى نفسه وهواه تاه في بيداء الضلالة، وضاع في صحراء الغواية، والسعيد من استعمله الله عز وجل في طاعته، وتفضل عليه بتأييده وتوفيقه، فأناب إلى ربه، وأسلم وجهه إلى بارئه وخالقه وتضرع إلى مولاه وقال: يا حي يا قيوم يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام برحمتك أستغيث، فأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي أو إلى أحد من خلق طرفة عين، فإنك إن وكلتني إلى غيرك وكلتني إلى عجز وضعف وفاقة.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 3/430-431