تخطى إلى المحتوى

دلالة قوله سبحانه: {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} على إبطال مقالة النصارى في المسيح

وفي قوله عز وجل: {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} [المائدة: 17]، زيادة تقرير وتأكيد لربوبية وألوهية الحي القيوم، وإزاحة لما قد يعتري النصارى من شبهة كون المسيح عليه السلام ولد من غير أب، ببيان أن الله تعالى يخلق ما يشاء، فتارة يخلق الإنسان من الذكر والأنثى كما هو المعتاد، وتارة يخلق الإنسان من غير أب ولا أم كما خلق آدم عليه السلام، وتارة من غير أم كما في حق حواء عليه السلام، وتارة من غير أب كما في حق عيسى عليه السلام.

وقد ذيل الآية الكريمة بقوله عز وجل: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة: 17]؛ لتحقيق ذلك كله.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: 4/129